الجمعة، 29 مارس 2013

طفل يتحدث الفصحى

 
 
يبهرنا هذا الطفل ذو الأربع سنوات بتحدثه باللغة العربية الفصحى

لغة القرآن




لغة القرآن ...اللغة العربية

"ألا يكفي أنها لغة القرآن "


إن الحديث عن اللغة العربية هو حديث عن الثرات والأصالة ...هو تشبت بالهوية ...بحث عن الرقي ...وطريق معبد للتقدم لأنه لا يمكننا الإقلاع دون الرجوع إلى الأصل ولنا أمثلة كثيرة بهذا الخصوص حيث الطفرة التي إتبعتها أغلب الدول الأسيوية الشهيرة مثل اليابان وكوريا ....فبدون االتشبت بلغتنا الأصلية والنضال من أجلها وترجمة كل الكتب الداخلية والخارجية لها لا يمكن أن نتقدم.


وإذا كان الرجوع إلى اللغة العربية طريق نحو الرقي فمن جهة أخرى هو رضى الخالق وإتباع للدين ويكفينا فخرا أنها اللغة التي إختارها رب العزة والجبروت في كتابه العزيز حيت قال تعالى : "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"فمن هذا المنطلق أظن أنه لم يبقى شيء أفضل من كلام الله عز وجل يعطينا شحنة مضافة تجعلنا نتشبت بلغتنا ونحبها.


إن اللغة العربية تعرضت ولازالت تتعرض لمخططات دخيلة من أجل تهميشها بل والقضاء عليها ومعها الهوية العربية المسلمة نظرا للترابط القوي بين الأمرين، والشاهد على ذلك هو تعامل الإستعمار الفرنسي بالمغرب والجزائر إبان تحكمه في المنطقة والخطط المعروفة أنذاك لمحاربة اللغة العربية ولنا في الظهير البربري دليل قاطع على صحة الكلام، إذ مارست قوات الإحتلال في تلك الفترة كل شيء يمكنه زرع الفتنة بن العرب والأمازيغ من جهة ومن جهة أخرى جعل اللغة الفرنسية اللغة رقم واحد والمحزن أن تلك السياسات نجحت إلى حد ما في ذلك إذ لازالت مخلفاتها إلى الآن.


وإذا كانت فترة الإستعمار العسكري وما صاحبها من إستعمارات ثقافية وفكرية ....خطيرة، فإن العالم اليوم يعرف إستعمارا من نوع آخر تقوده العولمة الحقيرة والهيمنة الغربية التي لا ترحم، إذ مع وسائل الإتصال الحديثة أصبح أمر تخريب المجتمعات وتصدير الثقافات الأخرى أمرا أسهل، خصوصا إذا توفرت الأدوات والوسائل لذلك، والشاهد في هذه الحالة الشباب العربي المسلم وتصرفاته المشينة فالسمة الغالبة بعد عن الأصل ،وتشبه بالآخر وماخفي كان أعظم ،إذ تجد الشاب يتصرف كفرد غربي ، والعجيب في الأمر حتى في طريقة حديثة يتعامل بلغة الآخر كما لو أن لغتنا العريقة بها نقص أو ماشابه، وهو الشيء الذي لا يمكن قبوله، إذ تجده نصف كلامه باللغة الفرنسية والنصف الآخر بالعامية والإستتناء هو بعض المصطلحات العربية التي تعد على أطراف الأصابع، فعلى سبيل المثال لا الحصر عوض أن يقول شكرا يقول "ميرسي" وإذا وجهت له السؤال عن سبب ذلك ينتقص من لغته بل ويسخر منها بدعوى أنها بالية... وهذا كما سبق القول نتيجة لمخططات غربية ناجحة إلى حد ما.


أما الإدارات والشخصيات البارزة في المجتمع فحدث بلا حرج كما لو أننا بباريس ..وليس بالرباط أو مراكش أو سيدي بنور ....هذا فقط شيء قليل من المصائب التي تعاني منها لغتنا العربية.


إن المطالبة بالتشبت بالهوية العربية المسلمة والذي يكرسه حب اللغة العربية والإمساك بها جيدا لكي لا نفتقدها في يوم من الأيام، ليس المقصود به عدم التعامل مع اللغات الأخرى أو عدم دراستها فهذا أمر بديهي فلا يمكن الرقي أيضا بدون إستفادة من الآخر والتعمق في فكره حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من تعلم لغة قوم آمن شرهم "صدق رسول الله .


ولكن تعلم اللغات الأخرى يأتي بعد دراسة اللغة الأصلية جيدا وإحترامها بالشكل الواجب، ولنقل تقديسها ويكفينا فخرا أنها لغة القرآن ، وأنها اللغة التي تحدث بها خمسة أنبياء..







لأنها لغة القرآن



خصائص اللغة العربية





خصائص العربية :



الأصوات:



تتميَّز العربية بما يمكن تسميته مركز الجاذبية في نظام النُّطق، كما تتميَّز بأصوات الإطباق؛ فهي تستخدم الأعضاء الخلفية من جهاز النُّطق أكثر من غيرها من اللغات، فتوظِّف جذْر اللسان وأقصاه والحنجرة والحَلْق واللَّهاة توظيفًا أساسيًّا. ولذلك فهي تحتوي على مجموعة كاملةً لا وجود لها في أيِّ لغة سامية فضلاً عن لغات العالم، وهي مجموعة أصوات الإطباق: الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء والقاف، ومجموعة الأصوات الخلفية، وتشمل الصَّوتين الجِذْريَّيْن الحَلْقيَّيْن: الحاء والعين، والصَّوت القصي الطَّبقي: الغين، والصَّوت القصي اللهوي: القاف، والصَّوت الحنجري: الهمزة.





المفردات:



يُعَدُّ مُعجم العربية أغنى معاجم اللغات في المفردات ومرادفاتها (الثروة اللفظية)؛ إذْ تضُمُّ المعاجم العربية الكبيرة أكثر من مليون مفردة. وحَصْرُ تلك المفردات لا يكون بحَصْر مواد المعجم؛ ذلك لأن العربية لغة اشتقاق، والمادة اللغوية في المعجم العربي التقليدي هي مُجرَّد جذْر، والجِذْر الواحد تتفرَّع منه مفردات عديدة، فالجذْر ع و د مثلاً تتفرَّع منه المفردات: عادَ، وأعادَ، وعوَّدَ، وعاودَ، واعْتادَ، وتَعوَّدَ، واستعادَ، وعَوْد، وعُود، وعَوْدة، وعِيد، ومَعَاد، وعِيادَة، وعادة، ومُعاوَدَة، وإعادة، وتَعْوِيد، واعتِياد، وتَعَوُّد، واسْتِعَادَة، وعَادِيّ. يُضاف إليها قائمة أخرى بالأسماء المشتقَّة من بعض تلك المفردات. وكلُّ مفردة تؤدِّي معنًى مختلفًا عن غيرها.



والعربية تتطوَّر كسائر اللغات؛ فقد أُميتَتْ مفردات منها واندثرت، وأُضيفَتْ إليها مفردات مُولَّدة ومُعَرَّبة ودخيلة، وقامت مجامع اللغة العربية بجهد كبير في تعريب الكثير من مصطلحات الحضارة الحديثة، ونجحت في إضافتها إلى المعجم المستَخدَم، مثل: سيَّارة، وقطار، وطائرة، وبرقيَّة، وغير ذلك.





التلفُّظ والتهجِّي:



تتكوَّن الألفباء العربية من 28 حرفًا، فضلاً عن ألف المدِّ. وكان ترتيب تلك الحروف قديمًا أبجديًا على النحو الآتي: أبجد هوَّز حطِّي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ

وتُكتب لغات كثيرة في العالم بالحروف العربية، مع استبعاد أحرف وإضافة أخرى، منها الفارسية، والأُردية، والبَشْتُو، ولغة الملايو، والهَوْسا، والفُلانيَّة، والكانوري. وكانت التُّركيَّة والسَّواحيليَّة والصُّوماليَّة تُكتَب إلى عهد قريب بالحروف العربية.



وتعتمد العربية على ضَبْط الكلمة بالشَّكْل الكامل لتؤدِّي معنًى محدَّدًا؛ فالكلمات: عَلِمَ، وعُلِم، وعَلَّمَ، وعِلْمٌ، وعَلَمٌ، هذه الكلمات كلها مُتَّفِقة في التَّهجِّي، مختلفة في التَّلفُّظ والمعنى. إلا أن مُجيد العربية يمكنه أن يفهم معنى الكلمة دون ضَبْط من خلال السِّياق، وكان القدماء يقولون: شَكْلُ الكتابِ سُوءُ ظنٍّ بالمكتوب إليه.



ومن سِمات العربية أن تهجِّي الكلمة فيها موافقٌ للتلفُّظ بها، وهذه ميزة تمتاز بها العربية عن بعض اللغات الأوروبية. وهي ظاهرة عامة في العربية، إلا في بعض الحالات القليلة، كنُطق ألف لايُكتب في نحو: هَذَا، ولكنْ، وكتابة الألف الليِّنة على هيئة ياء، نحو: مَضَى الفَتَى.



الخميس، 28 مارس 2013

لغة الضاد


 
 
 
اللغة العربية مشهورة بأنها اللغة الوحيدة من بين لغات العالم بأجمعها تحتوي على حرف الضاد؛ لذلك سميّت بلغة الضاد.
 
 
 
لماذا

سميت


لغتنا

بلغة

الضاد؟.....ومتى كان ذلك ؟



وحرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية ,فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:

بلاد العرب أوطانـــــــــــــــــي من الشـــــــــــــــــام لبغدان
ومن نجد إلى يمـــــــــــــــــــن إلى مصـــــــــــــــر فتطوان
لسان الضاد يجمــــــــــــــــعنا بعدنان وقحطــــــــــــــــان

فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟
ومتى كان ذلك؟
أما

لماذا

خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها

1-صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية .
2-خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما
3-عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم

ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش )) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث لأننا لم نستشهد به على موضوع ديني يخص العقيدة وحتى لا يخص فضائل الأعمال.
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التأريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .
وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق, وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد.

وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله
أيها السائلي عن الظــــــاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفـــــــــــاظ
إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استمـاع امرئ له استيقاظ
هي ظميـــــــــــاء والمظالم والإظ لام والظلم واللحــــــــــــــاظ

ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل

لغتنا

تسمى لغة الضاد بعد
وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضـــا د وعوذ الجاني وغوث الطريد

كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.
أما جعل الضاد مساوية للغة العربية فهذا في العصور اللاحقة عندما بدأت الحركات القومية تأخذ طريقها بين العرب فقد لقيت هذه الظاهرة عناية عند الأدباء في العصر الحديث ولا سيما قصيدة فخري البارودي التي بدأنا مقالتنا فيها.